أولمبياد الكيمياء الدولي هو منافسة سنوية دولية تُقام لطلاب المدارس الثانوية الموهوبين في علم الكيمياء على مستوى العالم؛ بحيث تُرسل الدول حول العالم فريقًا مكونًا من أربعة طلاب لتمثيلها، ويُجرى اختبار معرفتهم ومهاراتهم في علم الكيمياء من خلال اختبارين؛ أحدهما عملي معملي، والآخر نظري كتابي، وتُخصص خمس ساعات للاختبار الواحد، مع إجراء الاختبار العملي عادةً قبل الاختبار النظري في أيام منفصلة، ويتألف كل وفد من أربعة طلاب وموجِّهَين اثنين، يُعيَّن أحدهما رئيسًا للوفد أو "رئيس الموجِّهين"، وقد يضم الوفد أيضًا بعض الضيوف والمراقبين العلميين.
يهدف برنامج الأولمبياد إلى تحفيز اهتمام الطلاب بعلم الكيمياء من خلال حل المسائل الكيميائية المستقلة والإبداعية، فضلًا عن تعزيز الاتصالات الدولية في علم الكيمياء، وتكوين الصداقات بين الشباب المشتغلين بالعلوم من مختلف الجنسيات، والعمل على بث روح التعاون بين الطلاب، وتبادل الخبرات التربوية والعلمية المتعلقة بعلم الكيمياء.
ظهرت فكرة تنظيم أولمبياد الكيمياء الدولي في تشيكوسلوفاكيا السابقة عام 1968؛ حيث أُقيم أول أولمبياد كيمياء دولي في براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا خلال الفترة ما بين 18 إلى 21 يونيو 1968، ومنذ ذلك الحين، يُقام هذا الحدث سنويًّا باستثناء عام 1971، وكانت أغلب الوفود التي حضرت الفعاليات الأولى لأولمبياد الكيمياء الدولي من دول الكتلة الشرقية السابقة، وظلت كذلك حتى عام 1980؛ حيث عُقدت الدورة الثانية عشرة لأولمبياد الكيمياء الدولي خارج الكتلة الشرقية في النمسا.
يتعين على الدول التي ترغب في المشاركة في أولمبياد الكيمياء الدولي إرسال مراقبين علميين إلى دورتين أولمبيتين متتاليتين قبل أن يتمكن طلابها من المشاركة في فعاليات الأولمبياد، وفي الوَقْتِ الحاضِر، تشارك أكثر من 80 دولة في أولمبياد الكيمياء الدولي.
يُصنف جميع المشاركين في أولمبياد الكيمياء الدولي بناءً على درجاتهم الفردية، ولا يتم إعطاء أي نتائج رسمية للفريق، وتُمنح الميداليات الذهبية لأفضل 12٪ من الطلاب، وتُمنح الميداليات الفضية لنسبة 22٪ التالية من الطلاب، في حين تُمنح الميداليات البرونزية لنسبة 32٪ اللاحقة من الطلاب، وتُمنح شهادات التقدير لأفضل 10٪ من المشاركين غير الحاصلين على ميداليات.
تُمنح جائزة خاصة واحدة للطالب الذي يحرز أعلى درجة بوجه عام، وإلى جانب ذلك، ينال الطلاب الذين يحرزون أعلى الدرجات في الاختبارات النظرية والعملية جائزتين خاصتين منفصلتين.
يتطلب التحضير لأولمبياد الكيمياء الدولي إظهار مستوى عالٍ من الفهم والاهتمام بعلم الكيمياء وقدرة متميزة على ربط الموضوعات الكيميائية ببعضها وكذلك بالتجربة العملية.
حول راية أولمبياد الكيمياء الدولي
بدأت رحلة راية أولمبياد الكيمياء الدولي في عام 1985، تحديدًا عند عقد الدورة السابعة عشرة لأولمبياد الكيمياء الدولي في براتيسلافا؛ حيث أصبحت راية أولمبياد الكيمياء الدولي رمزًا للتقاليد، ومنذ ذلك الحين، أحدثت التطورات في أولمبياد الكيمياء الدولي تغييرات في تصميم الراية أيضًا؛ إذ تَجَدَّدَتْ راية الأولمبياد مرتين حتى الآن؛ إحداهما في الذكرى الأربعين والأخرى في الذكرى الخمسين لأولمبياد الكيمياء الدولي.
تتميز راية أولمبياد الكيمياء الدولي بألسنة اللهب الأولمبية الخمسة التي تمثل الدوائر أو الحلقات الأولمبية؛ حيث يمثل كل لون منها احتراق أحد خمس مركبات أيونية مختلفة: الثاليوم (اللون الأخضر)، والكالسيوم (اللون البرتقالي)، والصوديوم (اللون الأصفر)، والنحاس (اللونين الأزرق والأخضر)، والسترونتيوم (اللون الأحمر).